الضغوط النفسية: هي شعور يشعر به البشر في بعض الأحيان والّتي تشكل جزءًا من الحياة اليومية، ففي بعض الأحيان يكون هذا الضغط مفيدًا ومحفزًا لإنجاز المهام عندما يكون منخفض المستوى.
الضغط النفسي: هو الشعور بأنك تعيش حالة ضغط غير طبيعية وعلى الأغلب يأتي هذا الشعور من الجوانب المختلفة من اليوم: كالعبء الزائد في العمل، والجدال بين أفراد العائلة، والمخاوف المادية، والفترات الانتقالية، وتراكم المهام، وغيرها الكثير، والّتي بدورها تؤثر تراكميًا بشكل سلبي؛ إذ تتراكم جميع هذه الضغوط فوق بعضها البعض الّذي يؤدي إلى الشعور بالانزعاج؛ ونتيجة لذلك يقوم الجسم بخلق حالة من التوتر، والقلق، وسرعة الانفعال كلّ هذه الأعراض يمكن أن تسبب مجموعة متنوعة من الأعراض الجسدية؛ مما يقودك إلى عيش مشاعر أكثر حدة.
إن الضغط النفسي يؤثر على المخ؛ فالتعرض المستمر للتوتر، والضغط النفسي يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الصحة الجسدية والعقلية؛ فيزيد من الشعور بالتعب، والاجهاد، وبالتالي يؤثر على مستوى التركيز الّذي يعود تأثيره السلبي على المخ؛ فتحدث له العديد من الاضطرابات وأبرزها: –
- زيادة التوتر الّذي يرفع مستوى الكورتيزول (Cortisol)؛ مما يؤثر على وظائف الجسم الحيوية؛ ففي حال ارتفاع مستوى التمثيل الغذائي تزداد فرصة الإصابة بمرض ضغط الدم المرتفع، والقلق والميل إلى الحزن وإلى الاكتئاب بسبب التقلبات المزاجية.
- أن تراكم التأثيرات السابقة يؤدي إلى حدوث الحالات العصبية الشديدة، ومن هذه التراكمات: عدم التركيز، وقلة الإنتاجية، وعدم النوم الكافي، وارتفاع الضغط، والشعور المستمر بالقلق.
- تلف خلايا المخ: وإنه من أخطر ما قد يواجه الإنسان على وجه الاطلاق فمن المعروف علميًا أن التلف في خلايا الجهاز العصبي هو تلف غير قابل للتجديد، أو للمعالجة؛ فكل خلية تموت في الجهاز العصبي لن تتجدد، وهذا من شأنه أن يؤثر على الذاكرة بسبب الضغوطات النفسية التي يمر بها الشخص، ويحمّل عقله ما لا يحتمل بشكل مستمر ومتكرر فهنا منطقة في الدماغ يطلق عليها الحصين (Hippocampus)، وهي مركز الذاكرة في المخ؛ وهذه المنطقة تتعرض للانكماش عند الأشخاص الّذين يعانون من التوتر الزائد والاكتئاب. علاوة على ذلك فإن التوتر والإجهاد النفسي يضر بمنطقة في الدماغ تسمى القشرة الجبهية (Prefrontal Cortex)، فعندما يزداد الضغط على هذه المنطقة يمكن أن تحدث بعض الاضطرابات النفسية الّتي ينتج عنها ضعف في الذاكرة.
- يُقلل من التركيز: التفكير الزائد يصبح عبئًا على صاحبه، ومصدر إزعاج له مما يؤدي إلى تشتت انتباهه، وصعوبة التركيز لديه؛ فيصبح الفرد شاردًا لأوقات طويلة، علاوة على ذلك تتأثر إنتاجية عمله، وتزداد فترات إنجازه لمهامه المختلفةـ ويساهم الضغط في إرسال إشارات خاطئة إلى المخ، فيمكن أن يقول الشخص شيئًا عفويًا؛ بسبب عدم قدرته على التركيز الكامل.
- يساهم التوتر والضغط في إحداث اضطرابات في النوم، فكلما زاد التفكير في المخاوف والعقبات الحالية، قلّ النوم المنتظم فيصاب الشخص بقلق يومي يجعله يسهر في فترة الليل، ويسلبه القدرة على الاستيقاظ مبكرًا. أما في حالة استطاعته للاستيقاظ مبكرًا؛ فإنه لن يتمكن من القيام بمهامه اليومية بالشكل الأفضل نتيجة الإرهاق.
طرق تساعدك على التخلص من التوتر والضغوط: –
- الابتعاد عن مصادر التوتر والجهد الزائد، فبذل المجهود الكبير لفترات طويلة دون راحة يهدد الصحة العقلية والنفسية.
- ممارسة التمارين الرياضية اليومية بشتى أنواعها يساعد في التخلص من الطّاقة السلبيّة الناتجة عن الضغوط المختلفة في الحياة، فالنشاط البدني المنتظم لا يحسن النوم فحسب بل يحارب الضغوط النفسية بشكل مباشر.
- الحصول على النوم الكافي يوميًا فهو يقلل فرص الشعور بالتوتر بشرط أن يكون النوم في فترة الليل، حيث يمنح الجسم الراحة الّتي يحتاجها.
- يجب تنظيم الوقت على مدار اليوم من الاستيقاظ حتى النوم ليلًا: وذلك لضمان الاستفادة من اليوم بالكامل، كما يجب تخصيص وقت للراحة وعدم التفكير في العمل يوميًا وقضاء أوقات مع أفراد الأسرة والأصدقاء.
- تناول الغذاء الصحي المتكامل، حيث إن للغذاء الصحي تأثيرًا كبيرًا على الحالة النفسية؛ فعدم الحصول على التغذية الصحية يؤدي للشعور بالتعب والهزل والخمول؛ مما يسبب إعاقة العمل وممارسة المهام؛ فبالتالي تتراكم الأعمال ويزداد التوتر والقلق.
- إرخاء العضلات: نظرًا لأن الضغوط تسبب التوتر والشد العضلي، وتؤدي إلى آلام الظهر والتعب العام؛ لذا يفضل مكافحة التوتر وهذه الأعراض من خلال تمارين الإطالة، أو التدليك، أو الاستحمام بماء دافئ، أو تجربة الاسترخاء التدريجي للعضلات، أو جلسات التأمل، وهي طريقة ثبت أنها تقلل القلق، وتحسن الصحة العقلية بشكل عام.
- المحافظة على الأنشطة الممتعة والهوايات: عندما تصعب الحياة غالبًا ما يترك الناس أنشطتهم الترفيهية أولاً؛ لكن عزل النفس عن المتعة قد يؤدي إلى نتائج عكسية؛ لذا يجب البحث عن فرص للقيام بهوايات وأنشطة ممتعة.
- ليس من الممكن دائمًا الهروب من المواقف العصيبة، أو تجنب المشاكل، ولكن يمكن تقليل التوتر، بتغيير وجهة نظرك إلى الحدث (التعليق) فكلنا على علم أن الحدث هو شيء خارج عن سيطرتنا، ولا يمكن لنا التأثير فيه أو تغييره فالألم أحيانا شيء مفروض، ولكن المعاناة هي اختيار.
- دعم البيئة المحيطة بك واختيار بيئة إيجابية تحتويك، وهذا يحسن القدرة على الصمود أمام الضغوط، فقد يكون بعض الأصدقاء أو أفراد الأسرة جيدين في الاستماع (أشخاص سمعيين).
- البحث عن تغذية جيدة: عند مواجهة الضغوط، يقوم الجهاز العصبي المركزي بإفراز الأدرينالين والكورتيزول؛ مما يؤثر في الجهاز الهضمي، ويمكن أن يقتل الإجهاد الحادّ الشهية، ولكن إفراز هرمون الكورتيزول أثناء الإجهاد المزمن يمكن أن يسبب الرغبة الشديدة في تناول الدهون والسكر.
الأعراض الجسدية للقلق والتوتر والضغط
- صداع أو دوار.
- تصلب العضلات أو الألم.
- مشاكل في المعدة.
- ألم في الصدر أو زيادة في ضربات القلب.
- مشاكل جنسية.
التغييرات في السلوك نتيجة التوتر والضغط
- سرعة الانفعال.
- قلة أو كثرة النوم.
- قلة أو كثرة الأكل.
- تجنب أماكن أو أشخاص.
- التدخين وتعاطي المخدرات وشرب الكحول.
الإجهاد المطول:
الإجهاد المفرط أو المطول يمكن أن يؤدي إلى مشاكل جسدية؛ حيث يمكن أن يشمل ذلك انخفاض مستويات المناعة، وصعوبات في الجهاز الهضمي والأمعاء، وعلى سبيل المثال: متلازمة القولون العصبي، أو مشاكل الصحة العقلية (مثل: الاكتئاب)، وهذا يعني أنه من المهم إدارة الإجهاد، والحفاظ عليه في مستوى صحي لمنع الضرر طويل المدى للجسم والعقل.
إذن متى تجب رؤية الأشخاص المختصّين؟
عند الشعور بأيّ تغيير نفسي حاد أو عند حدوث صدمة، أو مصيبة، أو أي سبب من أسباب الضغط النفسي، أو عدم السيطرة على التوتر الّذي يؤثر على الحياة الاجتماعية، أو عند الشعور بالإرهاق، وفقدان الأمل بالمساعدة الذّاتيّة.
“مشاعرك الّتي قرّرت دفنها على قيد الحياة لا تموت، إنّها محفوظة في عقلك الباطن، وستظهر غالبًا قبل نومك، أو في ساعات وحدتك؛ لكي تنتقم منك، وتعاقبك على دفنك لها؛ لذلك تخلّص منها، ولا تكتمها، واترك لنفسك حريّة التّعبير عنها حتّى تتلاشى” (حمودي مهلوس)